مملكة الرومانسية (كينج شاروخان)

حنان وبراءة طفل Masrawycafe-47f9dbb56a

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مملكة الرومانسية (كينج شاروخان)

حنان وبراءة طفل Masrawycafe-47f9dbb56a

مملكة الرومانسية (كينج شاروخان)

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مملكة الرومانسية (كينج شاروخان)


    حنان وبراءة طفل

    نهي
    نهي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    انثى
    المشاركات : 112
    العمر : 37
    المزاج : تمام
    نقاط : 35
    love : 0
    تاريخ التسجيل : 11/10/2008

    حنان وبراءة طفل Empty حنان وبراءة طفل

    مُساهمة من طرف نهي السبت 3 يناير 2009 - 17:38

    حنان وبراءة طفل 878010550
    أبراهيم طفل في العاشرة من عمره ، يعيش مع أمه و أبيه و جده في منزل كبير
    حياة سعيدة هنيئة ، كان صبيا مجتهدا في دراسته ، محبا لأسرته ، مطيعا للكبار
    حريصا على الصلاة في أوقاتها ، و كان يحب جده العجوز كثيرا و يقضي معه
    معظم وقته ، يتجاذبان أطراف الحديث و يتسامران و يتضاحكان .
    في أحد الأيام بعد أن انتهى أبراهيم في واجباته المنزلية ، و أنهى جميع ما عليه
    من دروس ، ذهب كعادته إلى غرفة جده و سلم عليه و جلس معه يحدثه عما
    تعلمه في المدرسة من أمور ..
    دخل والد أبراهيم على والده و ابنه الدار و ألقى التحية عليهما ثم جلس نائيا و التزم
    الصمت لبرهة قصيرة و كأن أمرا ما يشغل باله ، سأله أبوه برفق :
    ما بك يا ولدي تبدو منشغل البال .. هل هناك ما تود أن تخبرني به ؟
    رد أبو أبراهيم: الحقيقة يا أبي أنني أراك وحيدا طوال الوقت .. و أخشى أن
    تسبب لك هذه العزلة الحزن و الاكتئاب ، فلماذا لا تحاول أن تكون بعض
    الصداقات مع غيرك ؟
    استغرب كلا من الجد و ,ابراهيم من هذا السؤال ، فهذه هي المرة الأولى التي
    يطرح فيها هذا الموضوع .
    قال الجد : ماذا تحاول أن تقول يا بني ؟
    رد أبو أبراهيم : لقد أخبرني أصحابي عن دار يجتمع فيها الكثير من الشيوخ
    و الرجال للسمر و تكوين الصداقات و الترويح عن النفس بالأحاديث اللطيفة
    فما رأيك لو ذهبنا غدا إلى هناك ؟
    بدا الأمر لأبراهيم غريبا مثيرا للشك ، فهو لم يسمع بهذه الدار من قبل ، إلا أن جده
    أبدى حماسة شديدة لهذا الأمر الذي بدا لهو مشوقا و مثيرا ..
    قال الجد و الحماسة تلمع في عينيه : خذني إليها غدا يا ولدي إن استطعت .
    ابتسم أبو أبراهيم ابتسامة غريبة و قال : حسنا .. ليكن !
    و لكن أبراهيم .. ما زال مرتابا بخصوص هذه الدار .. فلماذا يكون سرها يا ترى ؟
    قال أبراهيم لأبيه : هل تأذن لي بمرافقتكم يا أبي ؟
    تجهم وجه الأب و قال : لا يمكنك أن تأتي معنا ، الأفضل أن تباشر دروسك ..
    تدخل الجد بمرح كعادته قائلا : يمكنك أن تأتي معنا يا صغيري أبراهيم إذا أنهيت
    دروسك باكرا . و هكذا كان .. حرص أبراهيم على أن ينهي واجباته و دروسه بسرعة ،
    و عندما حان موعد الانطلاق كان أكثرهم استعدادا و فضولا لكسف سر " الدار "
    التي تحدث عنها والده .
    و ركب ثلاثتهم السيارة و انطلقوا في طريقهم ، كان الجد منتشيا مسرورا ، و كان أبراهيم متوجسا متشككا يكاد الفضول يقتله ، في حين كان الأب – و يا للعجب – متوترا عصبيا منزعجا .. ترى ما السبب ؟
    كانت الطريق التي سلكتها السيارة طويلة جدا ، و لكنهم وصلوا أخيرا ..
    و فعلا ، رأى أبراهيم الدار التي تحدث عنها والده ، و كان فيها الكثير من الشيوخ
    و العجائز الذين سرعان ما وجد الجد مكانا بينهم ، و كانت هناك لائحة كبيرة
    معلقة على باب الدار كتب عليها بخط أسود عريض (( دار العجزة و المسنين )) !!
    دهش أبراهيم مما رآه ، هل كان والده يقصد التخلص من الجد العجوز بنقله إلى
    دار العجزة ؟ هل يعقل ذلك ؟ لماذا يتخلى الإبن عن أبيه الذي لم يتخلى عنه قط ؟
    تساؤلات حائرة ثارت في عقل أبراهيم الذي تملكه القلق الشديد و الخوف على جده
    المسكين ، أما بالنسبة للأب فما إن رأى أن الجد قد استقر في مكانه و انغمس في
    الحديث مع غيره حتى شد أبراهيم من يده و غادر الدار .. !
    أدرك أبراهيم أن والده يريد التخلص من الجد العجوز ، و سرعان ما فكر بطريقة
    ذكية لإنقاذ جده .. و لكن الوقت لا يسعفه ، فسرعان ما انطلقت السيارة به و بوالده تشق طريقها قافلة إلى المنزل .
    كان الأب متوترا و كأنه يتحاشى خوض حديث مع ابنه الذي بادر و سأله :
    - أبي .. أين جدي ؟
    - تركناه في الدار .
    - لماذا ؟
    - لأنها مكان الكبار .
    لزم أبراهيم الصمت لبرهة ثم قال : أبي .. ما اسم هذا الشارع ؟
    رد الأب بضجر : شارع (السعادة) .
    - و ما اسم هذه المنطقة ؟
    - منطقة ( الشهيد )
    - و ما اسم ..
    قاطعه الأب بحدة و ضجر و صرخ فيه : أما من نهاية لهذه الأسئلة المزعجة !
    لماذا تسأل عن هذه الأمور ؟!
    رد أبراهيم بهدوء و دهاء : أريد أن أسأل عن العنوان حتى أحضرك إلى هنا عندما تكبر كما أحضرت جدي ، أولم تقل بأن هذا مكان الكبار ؟
    أصيب الأب بذهول مفرط حتى أنه عجز عن قيادة السيارة و أوقفها جانب الطريق
    و راح يحدق في ابنه بدهشة و بلسان معقود لا يدري ماذا يقول ..
    و فوجئ أبراهيم بأبيه يغطي وجهه بكفيه و يبكي ندما و هو يردد " سامحني يا أبي ! "
    جزع أبراهيم من بكاء أبيه و لكنه أدرك أنه ندم على تخليه عن أبيه في كبره
    و إلقائه في دار العجزة ، وضع أبراهيم يده على كتف أبيه و قال : أبي .. أرجوك .. لنعد إلى جدي و نأخذه معنا إلى البيت .
    و لم يملك الأب أمام براءة أبراهيم و نقاء قلبه و بره بجده إلا أن ينفذ ما طلبه ،
    عاد الأب و قبل يد والده ندما – و إن كان الجد لا يعرف سببا لذلك !
    المهم فقط ، أن أبا أبراهيم قد تعلم شيئا من ابنه الذكي ذو العشرة أعوام ، و هو وجوب البر و الوفاء للآباء ..
    قال تعالى " و قل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا"
    "تمت بحمد الله "

    حنان وبراءة طفل 681044970

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 21 نوفمبر 2024 - 16:10